«دافوس» في زمن الحرب التجارية
تتعقّد الأزمات، لكن الأبرز يظل التوتر التجاري الراهن بين الصين والولايات المتحدة. يذكّر تراجع المشاركة في المنتدى، الخبراءَ، بتبادل بكين وواشنطن الأدوار. فالصين، للمفارقة، باتت من المتمسكين بالعولمة مقابل جنوح غير مسبوق نحو الحمائية تعبّر عنه إدارة دونالد ترامب بوضوح. وإذ يغيب ترامب بحجة الإغلاق الحكومي، يبدو اهتمامه ببناء الجدار مع المكسيك أكثر من أفكار أخرى كـ«العولمة 4.0، البحث عن نظام عالمي في عصر الثورة الصناعية الرابعة» التي سيناقشها «دافوس». وفي حين سيطغى حضور المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في ظلّ اقتصار التمثيل الصيني على نائب الرئيس، لن يكون حضور الرئيس البرازيلي الجديد جايير بولسونارو، مبشّراً لمنظمي «دافوس»، وهو الذي لا يختلف عن ترامب في انعزاليته. وعلى رغم هذا الواقع، يفاخر رئيس المنتدى، بورغه برنده، بحضور 49 من قادة العالم. وبالنسبة لبرنده، فإن التحدي هذا العام هو السعي «لإيجاد حلول للمشاكل الأكثر إلحاحاً في العالم».
تبقى هذه الطموحات، بنظر كثيرين، محل عدم ثقة، كون الرؤى والنقاشات تصبّ في كل مرة في خانة دعم الشركات التي يحضر 1000 من كبرياتها. وهو أمر لا يتجاهله مؤسس «دافوس» كلاوس شفاب، الذي يشير إلى أن المقترحات التي تقدّمها «النخب» يقابلها العديد من المواطنين بالتشكيك بشكل متزايد، داعياً إلى أن تكون العولمة في جيلها الرابع أكثر شمولية واستدامة، و«أن تستند أكثر إلى المبادئ الأخلاقية».